التسويق بالعاطفة فن التواصل وزياده المبيعات
في عالم التسويق الحديث تلعب المشاعر الإنسانية دورًا حاسمًا ليس فقط في الطريقة التي تتواصل بها العلامات التجارية مع عملائها، ولكن أيضًا في كيفية تفاعل العملاء مع العلامة التجارية مما يؤثر في النهاية على المبيعات ونمو الأعمال. لقد أدى هذا التفاعل المتغير باستمرار بين المشاعر الإنسانية والاتصال أو التسويق الإعلاني إلى تغير مشهد الاعلانات التسويقية ؛ مما أدى إلى ظهور حملات مقنعة لها صدى قوي لدى المستهلكين.
إن نفسية المستهلكين معقدة ومتقلبة، ولكنها بسيطة وثابتة، مدفوعة بمشاعرهم بدرجات متفاوتة ، في عالم مليء بمنتجات متشابهة بشكل مربك ومنافسة شديدة ، تبحث العلامات التجارية باستمرار عن الاستراتيجيات التي توفر روابط عاطفية أقوى للتأثير على فكر ومشاعر العملاء. ببساطة، تتمتع العلامة التجارية التي تثير استجابات عاطفية قوية بفرصة أكبر لتصبح أكثر تذكرًا وبالتالي أكثر فاعلية في تحفيز مشاركة العملاء وولائهم على المدى الطويل. تمتد العواطف إلى ما هو أبعد من حدود اتخاذ القرار العقلاني.
ماهو التسويق بالعاطفة
التسويق بالعاطفة هو استراتيجية تسويق تهدف إلى استخدام العواطف والمشاعر للتأثير على قرارات الشراء وسلوك المستهلكين ، يعتمد هذا النوع من التسويق على فهم عميق للعواطف البشرية واستخدامها لخلق ربط عاطفي مع العملاء المحتملين والحاليين.
و تهدف استراتيجية التسويق بالعاطفة إلى إنشاء رابط قوي بين المستهلك والعلامة التجارية وتوليد استجابة عاطفية تجاه المنتج أو الخدمة. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدام هذه الاستراتيجية بشكل أخلاقي ومسؤول، مع الاهتمام بتلبية احتياجات ورغبات العملاء بشكل حقيقي وشفاف.
الاعلان التسويقي وعلم النفس
الإعلان في جوهره يدور حول التواصل؛ التواصل الذي يجذب العملاء ويؤثر على آرائهم وتحيزاتهم ومعتقداتهم وأفكارهم وعواطفهم. الإعلان علم وفن. تقديم نداءات عقلانية وعاطفية للبشر الذين هم في الغالب مخلوقات عاطفية بطبيعتها، حيث يكون العقل والمنطق بمثابة أفكار لاحقة للقرارات والإجراءات المتخذة.
نجاح استراتيجية التسويق بالعاطفة
تعد الاستفادة من العاطفة في الإعلان التسويقي او ما يعرف بـ التسويق بالعاطفة أداة قوية للتواصل مع العملاء. فهو يسمح للعلامات التجارية بالاستفادة من الطيف العاطفي لإنشاء روايات مقنعة يمكن للعلامة التجارية الاستفادة منها. عندما يتم استغلال العاطفة بشكل فعال، فإنها تحدث تأثيرًا عميقًا على العلامة التجارية ، وتبني روابط قوية ، وتدفع نموًا مذهلاً في المبيعات وتوسيع الأعمال. عندما يتم تنفيذها بشكل سيء، يكون التأثير مدمرًا نسبيًا. ولذلك، فمن الأهمية بمكان بالنسبة للمسوقين فهم المشاعر الإنسانية وتسخيرها عبر حملاتهم الإعلانية، لتمهيد الطريق لرحلة للعملاء مقنعة ورفع علامتهم التجارية إلى آفاق جديدة وغير عادية وتقليدية .
استكشاف العواطف الإنسانية الأولية ومجموعاتها
إن المشاعر الإنسانية هي مشاعر معقدة ودقيقة بشكل لا يصدق تشكل أفكارنا وتفاعلاتها وسلوكياتنا. على مدى العقود القليلة الماضية ، حدد علماء النفس مثل بول إيكمان، وروبرت بلوتشيك، وغيرهم من الباحثين مجموعة من المشاعر الأولية التي تعمل كأساس لتجاربنا العاطفية.
، وفيما يلى نستكشف المشاعر الإنسانية الأساسية :
السعادة :
- الوصف: الشعور بالبهجة والرضا والرفاهية.
- التأثير: يرتبط بالتجارب الإيجابية والتحفيز والعلاقات الاجتماعية.
الحزن :
- الوصف: مشاعر الحزن والحزن والتعاسة.
- التأثير: يمكن أن يؤدي ذلك إلى التفكير والتعاطف والشفاء العاطفي.
الخوف :
- الوصف: الشعور بالقلق والخوف والخطر.
- التأثير: استجابة تطورية للتهديدات، مما يؤدي إلى ردود فعل القتال أو الهروب.
الغضب :
- الوصف: مشاعر الإحباط والتهيج والعداء.
- التأثير: يمكن أن يكون بمثابة قوة محفزة للتغيير والعمل.
مفاجأة
- الوصف: الشعور بالدهشة والذهول والمفاجأة.
- التأثير: يعزز اليقظة ويمكن أن يكون إيجابيًا وسلبيًا.
الاشمئزاز :
- الوصف: مشاعر الاشمئزاز والنفور والتنافر.
- التأثير: بمثابة آلية دفاعية، تتعلق غالبًا بالنظافة والسلامة.
الترقب :
- الوصف: عاطفة الإثارة والشوق والتوقع.
- التأثير: يحفز التخطيط والتحضير للأحداث المستقبلية.
الثقة
- الوصف: الشعور بالثقة والاعتماد والإيمان.
- التأثير: ضروري لبناء العلاقات والاتصالات والحفاظ عليها.
تتميز هذه المشاعر الأولية بدرجات متفاوتة من الشدة ويمكن دمجها مع مشاعر أخرى لإصدار مزيج غني وحيوي من المشاعر التي يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالفرح أو الألم.
من خلال فهم المشهد الغني للعواطف البشرية والاستفادة منه، يمكن للمسوقين إنشاء محتوى يتردد صداه مع عملائهم ولكنه يثير استجابات تؤدي إلى مشاركة أفضل، والمزيد من الولاء للعلامة التجارية، وحتى نمو أعلى للأعمال ، العواطف هي اللبنات الأساسية للتجارب الإنسانية. يتطلب التواصل الفعال وبناء العلاقات في عالم التسويق الحديث تسخير قوة العواطف.
دور وتأثير التسويق بالعاطفة على مراحل التسويق Marketing funnel
مرحله الوعي :
الشعور بالسعادة : يمكن للمشاعر الإيجابية مثل السعادة أن تخلق صورة علامة تجارية ودودة و مُرحبة . المحتوى الذي يثير السعادة يمكن أن يجذب العملاء المحتملين لاستكشاف عروض العلامة التجارية.
الشعور بالخوف : يمكن للمحتوى المدفوع بالخوف أن يجذب الانتباه ويخلق إحساسًا بالإلحاح. يمكن الاستفادة من الخوف للتأكيد على مشكلة يمكن لمنتج أو خدمة حلها.
الغضب : يمكن توجيه الغضب إلى محتوى يسلط الضوء على القضايا المجتمعية أو الصناعية حيث يمكن أن يثير الفكر والمناقشات.
الترقب : يمكن أن يؤدي المحتوى الذي يولد الترقب إلى الإثارة حول إطلاق منتجات أو أحداث جديدة
مرحله اتخاذ القرارات :
الثقة : أمر بالغ الأهمية في عملية صنع القرار. محتوى الإعلان الذي ينقل الجدارة بالثقة يمكن أن يخفف المخاوف ويشجع عمليات الشراء.
المفاجأة : يمكن أن تؤدي المفاجآت الإيجابية إلى زيادة الشعور بالقيمة لدى العملاء، مما يحفزهم على إجراء عملية شراء.
مرحلة ما بعد قرار الشراء :
الحزن : يمكن أن تكون مشاعر ما بعد الشراء، مثل الحزن، مرتبطة بندم المشتري. تحتاج العلامات التجارية إلى معالجة هذه المشاعر من خلال دعم استثنائي بعد الشراء.
الاشمئزاز : يمكن أن ينجم الاشمئزاز عن تجارب ما بعد الشراء السلبية. تحتاج العلامات التجارية إلى حل المشكلات على الفور.
السعادة : يمكن للمشاعر الإيجابية مثل السعادة أن تؤدي إلى عمليات شراء متكررة وحتى الترويج للعلامة التجارية. يجب أن تشجع العلامات التجارية العملاء السعداء على مشاركة تجاربهم وملاحظاتهم لجذب العملاء المحتملين لاستكشاف عروض العلامة التجارية.
.
تواصل معنا لبناء حملات فعالة من خلال فريق منصه يا بزنــس
التسويق بالعاطفة ونجاح الشركات لتحقيق مبيعات جيدة.
في كل من الأمثلة التالية، قامت العلامة التجارية باستغلال مشاعر محددة بشكل فعال للتواصل مع جمهورها المستهدف. من خلال فهم المحفزات العاطفية التي يتردد صداها لدى المستهلكين، حيث أنشأت هذه العلامات التجارية حملات مقنعة تعزز الثقة والولاء، وفي نهاية المطاف، زيادة المبيعات.
شركة أبل - إثارة الرغبة بالسعادة
على سبيل المثال: إطلاق منتجات أبل، مثل تلك الخاصة بأجهزة iPhone وiPad و vision pro، غالبًا ما يولد شعورًا بالسعادة والترقب بين المستهلكين.
تدرك شركة Apple أن السعادة هي حافز مهم و قوي . يُعرف تسويقهم بالتركيز على المتعة والإثارة في استخدام منتجاتهم . من خلال عرض التصميمات الأنيقة والواجهات البديهية والوعد بحياة أفضل، تستغل Apple مشاعر الترقب و السعادة . وهذا يحفز العملاء ليكونوا جزءًا من التجربة، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب والمبيعات.
كوكا كولا - نشر الفرح
غالبًا ما تتمحور حملات شركة Coca-Cola حول نشر البهجة والسعادة خلال المواسم والأعياد.
تؤكد حملات Coca-Cola العاطفية على متعة العطاء والمشاركة، بما يتماشى تمامًا مع روح الاعياد والمواسم . ومن خلال نشر السعادة والدفء، تخلق رسائل Coca-Cola ارتباطًا إيجابيًا بعلامتها التجارية، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات خلال موسم العطلات.
الخلاصة :
تستمر العلامات التجارية في التنافس على الاهتمام والتفضيل والولاء من جانب العملاء. بدءًا من إثارة الفرح والحنين إلى خلق التعاطف والثقة ، أصبح المستهلكون اليوم هم الطرف المتلقي لوابل من الرسائل عبر الاعلانات والميديا والوسائط والمنصات المختلفة ، تحتاج العلامات التجارية اليوم إلى الاستثمار في فهم تلك المشاعر العميقة التي تحرك سلوك المستهلك ثم إنشاء حملات تضرب على وتر حساس وتترك تأثيرًا دائمًا. تبث المشاعر الإنسانية الحياة في الحملات، مما يجعلها لا تُنسى ومؤثرة. العلامات التجارية التي تتقن فن الاتصال العاطفي هي تلك التي لا تبقى على قيد الحياة فحسب، بل تزدهر أيضًا في السوق التنافسية.
طلب استشارة مجانية والتعرف على خدمات التسويق الالكتروني
